الجميع يعلم قيمة ودور العمل التطوعي ومدى انتشاره في المجتمع والذي حقق نقلة قوية في توطيد أواصر المجتمع وتمسكه وتكافل فئاته في منظومة تحقق الانتماء والولاء من باب المسؤولية المجتمعية ،والتي من خلاله يسهم في تلبية احتياجات المجتمع ومعالجة قضاياه ،فالمتطوعون فئة نذرت نفسها بتقديم أفضل ما لديها لخدمة المجتمع وتقديم الخدمة الاجتماعية ،وهم يختلفون باختلاف اهتماماتهم ،فمنهم من يهتم بالجانب الإنساني والذي يتمثل في الإنفاق والدعم ،ومنهم من يهتم بالتدريب والتطوير ،ومنهم من يهدف بعمله إلى زرع القيم والأخلاق في أسلوب مبادرة فريد راقٍ وبأسلوب مؤسسي يغلب عليه الجودة في الأداء وبدرجة الامتياز .
من هنا يأتي دور المؤسسات الخيرية في رسم سياسة استقطاب مدروسة لجذب المهتمين بهذا العمل النبيل المعطاء .
إن فكرة جذب المتطوعين من فئة الشباب داعم قوي لاستمرارية الخير للوطن والمجتمع ويضمن التكافل فيما بين أفراده .
فالمؤسسات الخيرية يقع على عاتقها البحث عن المهتمين به وتوطيد العلاقة فيما بين المؤسسات والمتطوعين أنفسهم وتوعية المجتمع بمفهوم العمل الخيري ورفع معنويات الشباب المتطوعين ،وعدم إهمال حقهم ،كذلك لابد من عمل حلقة وصل بين المؤسسات وبين الفرق التطوعية ،والعمل في منظومة هذه الجهات مع الالتزام بأخلاقيات العمل والتعهد على الحفاظ على مقدرات وسرية معلومات هذه المؤسسات كحق من حقوق الجهة التي يتولى التعاون معها كل متطوع.
ومن هنا فعلى المؤسسات الخيرية تقديم الدعم اللوجستي والاحترام والتقدير وتحفيز أولئك الشباب لكي يشعر بالثقة والاعتزاز مما يحقق الاستمرارية في هذا العمل وعدم تفككه .
فالمجتمع يمر بأزمات تحتاج من أبنائه بذل مد يد المساعدة حتى يصبح هذا العمل جزء من هويتهم الوطنية .
وللمتطوع حاجيات أساسية يجب أن تتحقق حتى يستمر في العمل لينعكس أثره على الفرد والمجتمع ومنها :
1- إشعاره بالاحترام والثقة .
2- الشفافية في التعامل .
3- تهيئة الجو الملائم لإبراز مواهبه وصقلها.
4- إطلاعه بكل وضوح على أهداف ورؤى المؤسسة وتنظيمها .
5- الجدية في المعاملة والابتعاد عن الاستهتار بالمتطوع حتى لا يصبح عرضة للإحباط والانكماش.
وكذلك للمؤسسات الخيرية حقوق على المتطوعين يجب أخذها بعين الاعتبار والتي من خلالها تحقق أعلى نسبة تعاون وتكامل ومنها:
1- الالتزام بالعهود والمواثيق وسرية المعلومات .
2- العمل ضمن أهداف المؤسسة وتطلعاتها وعدم العمل لأهداف شخصية والتي قد تعرض المؤسسة للدخول بالمشكلات والأزمات.
3- الاندماج والمشاركة والجدية والمصداقية عناصر أساسية لتطور العمل التطوعي في مؤسسات المجتمع الخيرية والتي ترقى به إلى أعلى مستويات الجودة والتكامل .
بقلم
مها العيسى