قبل العيد بيومين أبن جامعي محمل بهم إعالة سبعة أخوة لسبعة أشهر لأب يقبع خلف القضبان لتصل هذه النداءات لأهل الخير والإحسان في شهر الخير رمضان وتأخذ على عاتقها اخراجة ليفطر أخر يوم في رمضان مع أسرته ، بجهود بذلتها جمعية البر بالأحساء وبتضافر أهل الإحسان تم جمع مبلغ المديونية المترتبة على هذا الأب, لم تكن الأيام إلا حبلى بتقلبات حياتية لأسرة أبو محمد (أب لسبعه أبناء) منذ أن عصفت به الديون التي حملها جراء علاج والده بمستشفيات بالخارج، وبين مطرقة هم مرض الوالد الذي وافته المنية بعد محاولات علاجة وسندان الدائنين ألقت به الأيام خلف قضبان السجن لـ 120 ألف ريال.
إلا أن رغبة مؤسسة أحد المحسنين في دفع جزء زكاتهم في بعض سبل الخير بالأحساء وبتواصل مع جمعية البر بالأحساء ولما تتمتع به من مهنية عالية وثقة لدى كافة شرائح المجتمع, قامت الجمعية بعد ذلك بدراسة حالة عدد من السجناء بالسجن العام بالاحساء والتي توصلت من خلالها إلى سداد مديونية أحد السجناء والبالغة 60 ألف ريال ولكن المفاجأة كانت عندما تم إيداع المبلغ 60 الف ريال لجمعية البر من مؤسسة الراجحي لسداد المديونية قبيل عيد الفطر بأيام معدودة إلا أن المفاجأة الغير سارة لفريق العمل بالجمعية تمثلت في اكتشاف وجود مديونية أخرى على نفس السجين بلغت 60 ألف ريال وحينها بادر عدد من أهل الخير من أهالي الأحساء بإكمال المبلغ إضافة إلى المبلغ الذي تم تأمينه من أسرة السجين. وكان العاملين في جمعية البر بالأحساء يسابقون الزمن لإكمال مبلغ المديونية قبل عيد الفطر المبارك.
إن مبادرة جمعية البر بالأحساء بسداد كامل مبلغ المديونية بالتعاون مع أهل الخير كان لها دور كبير بفضل الله في الإفراج عن رب الأسرة في أخر يوم من رمضان وقبل دخول آذان المغرب ليفطر رب الأسرة مع أسرته, وتعود البسمة والبهجة والسرور لدى الأسرة ويقضي أيام عيد الفطر المبارك بجوارهم. وذلك بعد مبادرة الجمعية.
من جهته أكد مدير العلاقات العامة والإعلام بالجمعية وليد بن خالد البوسيف بأن دور الجمعية لا يقتصر على رعاية الأسر المستفيدة فحسب بل يتعدى ذلك بمراحل كثيرة من خلال تقديم الخدمات الاجتماعية والإنسانية لمجتمع الأحساء, وعندما تقدمت مؤسسة عبدالرحمن بن صالح الراجحي وعائلته الخيرية بتقديم مبلغ 60 ألف ريال لسداد مديونية أحد السجناء إضافة إلى مبلغ أخر لترميم بعض منازل الأسر المستفيدة من الجمعية, حرصت الجمعية على إنفاق ذلك المبلغ للإفراج عن أحد المسجونين بسجن الأحساء العام بسبب الديون وبالفعل قام فريق العمل بالجمعية بالتعاون مع سجن الاحساء بحصر عدد المسجونين بسبب الديون ودراسته أحوال أسرهم وتقرر الإفراج عن أحدهم والذي بلغت مديونيته 60 ألف ريال.
وأضاف البوسيف بأنه عندما تبين بأن مبلغ المديونية 120 ألف ريال وأن ما توفر لدى الجمعية هو 60 ألف ريال مقدمة من مؤسسة عبدالرحمن بن صالح الراجحي وعائلته الخيرية, حينها تواصل مع الجمعية عدد من المحسنين من أجل الإسهام مع الجمعية لإكمال باقي مبلغ المديونية, حيث أن مثل هذه الحالات تحتاج وقفة المجتمع في علاج المشكلة الأسرية التي تترتب على غياب رب الاسرة وبث الفرح والسرور لدى تلك الأسر.
من جهته قدم مدير عام جمعية البر بالأحساء معاذ بن ابراهيم الجعفري شكره لوكيل محافظ الأحساء خالد بن عبدالعزيز البراك لمتابعته المستمرة للإفراج عن السجين وكما شكر مدير سجن الأحساء جاسر العتيبي لتعاونه مع الجمعية في دراسته أحوال السجناء والتسريع في انهاء اجراءات الافراج عن السجين قبل عيد الفطر المبارك ليتناول وجبة إفطار أخر يوم من رمضان مع أسرته ويقضى أيام العيد بجوارهم.
من جهة أخرى قال ابن السجين بأن جمعية البر بالأحساء فعلا يدا أمينة لخدمة كل محتاج, حيث لعبت دورا كبيرا في تسهيل خروج أبي من السجن في هذا الوقت القياسي لما تتمتع به من سمعة طيبة لدى كافة الجهات الحكومية وثقة رجال الأعمال وأهل الخير في المبادرات التي تتبناها, والذي تبين لي من خلال جمع المبلغ من جهات عديدة ومقدرة الجمعية على انهاء كافة الاجراءات الرسمية مع جهات الاختصاص.
وكما ناشد ابن السجين أهل الخير بأن يبذلوا اموالهم في أوجه الخير خصوصا أموال الزكاة وان تكون أسر السجناء ضمن اولوياتهم بغض النظر عن القضية التي سجن من خلالها رب الأسرة لكي لا تعيش اسر السجناء في فقر بسبب ليس لهم شأن فيه, وكل الشكر لكل من ساهم في الإفراج عن أبي من جهات خيرية ورجال أعمال وأهل الخير عامة وعلى رأسهم جمعية البر بالأحساء, كما لا أنسى صديقي وأخي بومحمد الذي دفع لي جزء من مهر زواجه ليساعدني في هذه الأزمة.