لنجاحات الباهرة للعمل الخيري وتقارير النمو التي تظهرها المؤسسات والمنظمات الخيرية وتستهدف بها الإعلام والمجتمع وجمهورها الداعم والمتبني لمشاريعها وفكرتها .
العمل الخيري كمؤسسة شأنه كأي مؤسسة أخرى تنشط وتقوى وتضعف وتذبل بل تموت أحيانا قوة الشفافية مع المجتمع هي في الإعلان عن الفشل حيث إن القوة والثقة ربما ستزداد بأولئك الذين يستطيعون أن يعلنوا محطات فشلهم للناس
مايكل قرين قدم تجربته في محاضرة ألقاها في الإمارات بحضور عدد من المسؤولين البارزين ومنهم الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي في أمسية رمضانية دعي لها وحضرها العديد من وجهاء المجتمع ورجال الأعمال والمهتمين بالشأن الخيري
تحدث مايكل عن فشل تجربتهم في العمل الخيري التي ابتدأوا بها في رومانيا بتقديم مساعدات لأطفال الملاجئ لكن تلك الفكرة لم يكتب لها النجاح
لم يكن حريصا على بيان سبب الفشل بقدر ما هو يريد أن يشير إلى أن العمل الخيري شأنه كشأن أي عمل آخر خاصة وأنه لا يشترط في الانخراط في خبرات والأصل فيه النجاح لحسن النوايا والتأييد المجتمعي إلا أن هناك محطات فشل قد تعترض المشاريع الخيرية كأخطاء تطبيق وتخطيط وتنفيذ
يجب أن تنشر هذه الثقافة ثقافة التقبل وثقافة عدم التشكيك والعتب الشديد والهروب من الأعمال الخيرية بسبب خطا ما في مكان ما يجب أن تكون هناك مساحة شبه مفتوحة للمسامحة وإعطاء الفرصة والتشجيع مجتمعنا يتسرع في الحكم ويشطب الأعمال والمشاريع والمؤسسات ويعمم سريعا وكأن هناك وصاية كبيرة لمحاربة الفشل بطريقة هدامة ، نحب ونعشق النجاح ونصفق له لكن ليس هناك نجاح إلا وقبله محطات فشل إن لم يتغير المجتمع المحيط في تقبلها فسنخسر الكثير من المتجهين للعمل الخيري خاصة وأن كثيرا منهم متجهون بتطوع ورغبة وحب في الخير والأجر والمشاركة المجتمعية وتقديم خدمة للوطن ، فإذا كانت ردة فعل المجتمع والصحافة متوحشة ونقد غير بناء بل متسرع في الهدم فنحن نزيد من تخويف الناس من دخول النادي الخيري ويتهيبون الدخول فيه بسبب خوف النقد والفشل والخسارة والمجتمع الذي لا يرحم .
أعود معك قارئي العزيز إلى محطة فشل مايكل الخبير الخيري الذي ينادي للتعلم من الخطأ واعتباره فرصة وتحدي وحافز للتعويض والإصرار على النجاح ووجود الخبرات المتراكمة
من الممكن أن يتركز محور الخلاصة من مادة غرين إلى التشجيع على الثبات ودعوة المتسربين من العمل الخيري وتحفيزهم للعودة من جديد سيعملون ويفيدون المجتمع بخدمات وأفكار جديدة لأنهم أكثر خبرة أصلب عودا … من المهم أن نرسخ أن العمل الخيري ينجح حتى لو فشل أحيانا ينجح حتى لو تعثر نرسخ أن المشروع الخيري والمؤسسة الخيرية خدمة اجتماعية قابلة للتطوير والتحسين لكن لا نجني عليها بالتسرع بالشطب لا من المجتمع ولا من المؤسسات الإشرافية كل شيء قابل للتصحيح والتعديل : من ذا الذي ما سها قط ومن له الحسنى فقط ، نحتاج أن نفتش عن الخطّائين ونعيد اكتشافهم من جديد نهيكلهم نرسم أدوارا لهم جديدة لكن لا نخسرهم ولا نخسر مشاريعهم التي يتضرر المجتمع والمستفيدون من فقدهم كثيرا ونحتاج مرة أخرى إعادة صنع العجلة والبداية في كل مرة من الصفر هذا هدر وقتي ومالي وفكري وحضاري .
من الفكرة تتولد فكرة مثل ما ندعو الناجحين لإلقاء الضوء على ممارساتهم الناجحة نحتاج أن نعمل لهم لقاءات يعرضوا فيها محطات فشلهم بدل من تكريس النجاح ولا الفشل وكأن الفشل عورة وسوءة يجب تغطيتها وتجاهلها وتناسيها .
نستطيع أن نرسخ آلية إدارة المؤسسة الخيرية وشفافيتها وحوكمتها ونراقب ذلك ونشجع على اتخاذ القرارات بطريقة سليمة ونحارب الفساد فيه بالتفرد والاستبداد وشكلية اللجان والمجالس بهذه الطريقة سوف نقلل من أخطاء الممارسة ومحطات الفشل والمخاطرة برأس مال المؤسسة الخيرية ويكون عندنا معجم أو خزانة لمحطات الفشل للتعلم منها وأخذ الخبرات .
بقلم:عبد المنعم الحسين
نائب المدير العام للمراكز والبحث الاجتماعي لجمعية البر بالأحساء